الخبر

الشرق الأوسط: مكتبة الإسكندرية تعيد إحياء روايات الكسار المسرحية


1-02-2023

كتب عبد الفتاح فرج في جريدة الشرق الأوسط بتاريخ 1 فبراير 2023 "بعد مرور بضع سنوات على بدء مركز توثيق التراث الحضاري والطبيعي التابع لقطاع التواصل الثقافي بمكتبة الإسكندرية، مشروع توثيق التراث المسرحي للفنان المصري الراحل علي الكسار، أصدرت مكتبة الإسكندرية 15 رواية له، تم الحصول عليها من أرشيفه الذي تركه مكتوباً بخط اليد، وتشارك بها في جناحها بمعرض القاهرة الدولي للكتاب في دورته الـ54 الجارية، بحسب ما أعلنته اليوم (الأربعاء) في بيان صحافي.
ويُعد علي الكسار (1887 - 1957) علامة بارزة من علامات المسرح المصري، وأحد أهم رواده. ووفقاً للمركز الإعلامي لمكتبة الإسكندرية فإن نجل الفنان الراحل، أهدى المكتبة أرشيف والده المسرحي، المكتوب بخط اليد، وهو مجموعة مسرحيات كان يستعد الكسار لتقديمها على خشبة المسرح.
وقالت المكتبة إنه «يجري حالياً تقييم روايات أخرى لطرحها ضمن مشروع توثيق تراث الكسار، بسعر 20 جنيها للرواية الواحدة (أقل من دولار أميركي)، وهي تعادل تقريباً سعر تكلفة طباعتها، بهدف نشر الوعي وإبراز تراث رواد الفنانين».
وكشفت المكتبة أن «مركز توثيق التراث الحضاري والطبيعي التابع لقطاع التواصل الثقافي بمكتبة الإسكندرية، واجه صعوبات كبيرة في توثيق روايات الكسار؛ لأن بعض كتاباته لم تكن واضحة وغير مفهومة، حيث بذل الباحثون جهوداً كبيرة للتوثيق».
وتُعَدُّ روايات الكسار توثيقاً مهماً لفترة العشرينات من القرن الماضي، حيث قدم معالجات كوميدية لبعض الظواهر الاجتماعية التي حدثت خلال تلك المدة.
ومن بين روايات علي الكسار المعروضة للبيع حالياً في جناح مكتبة الإسكندرية: «أهو كده» عام 1922، «دولة الحظ» 1924، «الغول» 1925، «نادي السمر» 1926.
وتهتم مكتبة الإسكندرية بتوثيق التراث اللامادي خصوصاً الموسيقي والسينمائي. وقد حرصت على عرض الأعمال المسرحية كما جاءت في نصها الأصلي، حتى تحفظها من الاندثار، وتعمل كذلك على تعريف القارئ المعاصر والباحث المتخصص بأهم ملامح الحياة الثقافية والاجتماعية والسياسية لمصر في فترات مهمة من تاريخها، وكذلك التعريف بمفردات اللغة المستخدمة في تلك العقود.
وولد رائد المسرح الكوميدي الغنائي، بحي السيدة زينب بالقاهرة عام 1887، وبدأ حياته الفنية عام 1908 بالعمل في فرقة (دار التمثيل الزينبي) التي أسسها في عام 1907، ثم عمل في فرقة «جورج أبيض» وتعرف هناك على أمين صدقي، وكونا معا فرقة تمثيل عام 1916 تحمل اسم «علي الكسار ومصطفى أمين».
وفي 6 يناير (كانون الثاني) 1919 انتقل بفرقته إلى مسرحه الجديد «الماجستيك» بشارع عماد الدين مع شريكه وكاتب مسرحياته أمين صدقي، وكانت أقوى وأنجح الفرق الكوميدية بلا منافس، والتي صمدت أمام كل التحديات التي عرفها تاريخ المسرح المصري الحديث.
وظل الشريكان معاً إلى أن وقع الانفصال بينهما في نهاية صيف 1925، وأصبح علي الكسار يعمل وحده بفرقة تحمل اسمه على مسرح (الماجستيك) حتى عام 1939، وظل طوال تلك الفترة ما بين الصمود والتألق الفني، يقدم لجمهوره بانتظام مواسم مسرحية كاملة صيفاً وشتاءً، ومسرحية جديدة كل ثلاثة أسابيع.
وكتب مسرحيات علي الكسار كثير من كبار الكتّاب أمثال أمين صدقي وبديع خيري وحامد السيد وغيرهم، وقدم للمسرح أكثر من مائتي أوبريت.
ووفق مؤرخين فنيين، فإن شخصية علي الكسار الفنية الخالدة «عثمان عبد الباسط»، والتي قدمها في مسرحياته كانت تمثل رمزاً للبطل الشعبي الذي انتصر لشعبيته على خشبة المسرح في ذلك العصر، حتى استغل المخرج والمنتج توجو مزراحي نجاح هذه الشخصية مسرحياً، ونقلها في تسعة أفلام."