عن المشروع
يقدم القرنان التاسع عشر والعشرون بمصر مجموعة هائلة من الطرز المعمارية التي لا تزال تفتقر إلى التوثيق. لقد عانى تراث مصر المعماري بشدة من الإهمال، فحتى وقت قريب لم يكن هناك تشريع يحمي هذه المباني من التدمير أو التعديل، وبخاصة المباني التي لا يقل عمرها عن مئة عام، ولم تكن القوانين التي تتعلق بصيانة هذه المباني تحترم. علاوة على ذلك، فرضت الحكومة المصرية أكثر القوانين صرامة في العالم النامي فيما يتعلق بمراقبة الإيجار، وكان لهذه الإجراءات آثار مدمرة بحق. ولهذا، توقف أصحاب العقارات عن القيام بأي أعمال صيانة، ولم يسهم المستأجرون بدورهم في هذا الأمر على النحو المرجو. علاوة على ذلك، لا يزال الوعي العام بهذا التراث غائباً بشكل ملحوظ. يسعى مشروع المركز لتراث مصر المعماري إلى توثيق تراث مصر المعماري من القرنين التاسع عشر والعشرين. وتعد منطقة وسط القاهرة، التي أنشئت وتطورت خلال القرنين التاسع عشر والعشرين، محور اهتمام هذا المشروع التجريبي. شهدت المرحلة الزمنية بين عامي 1860 و1950 على وجه الخصوص ميلاد عمارة فريدة تجمع بين الطرز الأوروبية والتأثيرات والمواد المحلية. ولسوء الحظ، فقدت عمارة ما بعد عام 1940 أي حس بالتميز، إذ سيطر الطراز العالمي على المشهد المعماري، الذي لن يعادل أبداً. يضم هذا المشروع نظام معلومات جغرافية وقاعدة بيانات سهلة الاستخدام، تضم أرشيفاً فوتوغرافياً ضخماً، وجميع المواد المنشورة عن كل مبنى مسجل، فضلاً عن وثائق تاريخية وخرائط ومواد أرشيفية. ويقوم المركز معتمداً على قاعدة البيانات بإنتاج أسطوانات مدمجة وكتب وأدلة إرشادية وإصدارات أخرى تتناول موضوعات مختلفة، وتستخدم بوصفها أدوات فعالة للغاية في زيادة الوعي الثقافي.