مسرحية "مرحب" - كتيب
اللغة :
العربية
قدمتها فرقة علي الكسار. مؤلف الرواية أمين أفندي صدقي. ألحان الرواية سيد درويش، كامل الخلعي، إبراهيم فوزي. ڤودڤيل ذات ثالثة فصول عرضت على تياترو الماجستيك. تاريخ العرض 16/11/1919. الرواية الأصلية تتضمن 10 ألحان. تنبه هذه المسرحية إلى الوبال الذي تجره المخدرات على مدمنيها؛ فالبطل (زقزوق) فقد رأسماله وعمله بسبب إدمانه الحشيش ومصاحبته للبلطجية، ولكن بما أنها مسرحية كوميدية فالمعالجة تختلف كثيرًا خاصة مع (علي الكسار). في هذه المسرحية لا نجده باسم عثمان كما تعودنا في بقية المسرحيات، بل زقزوق الذي ينقذه تشابه الأسماء من أزمته المالية، ويتسبب في حصوله على وظيفة مرموقة هي باشكاتب القسم في بلدة "ميت برغوث". تبرز المسرحية تصرفات الشخص الأحمق المريض بالتعاطي، الذي تم إعطاؤه سلطة مطلقة على بلدة صغيرة، ومن هنا تأتي قمة المشاهد الكوميدية الممزوجة بالمرارة؛ حيث نراه يزج بأكثر من نصف البلد في السجن، ويأمر ببناء سجنين آخرين، ويفرج عن السارق المعترف، فهل تستحق هذه القضية كل هذه الأحكام؟! لا عجب، فهو تحت تأثير المخدرات. تستخدم كوميديا اللعب بالكلمات (القَلْش) بكثرة في هذه المسرحية على خلاف المسرحيات الأخرى؛ لأن هذه هي طريقة المساطيل في الضحك، كما أن كوميديا الموقف موجودة بقوة أيضًا. يوجد الكثير من الملاحظات ذات الدلائل الاجتماعية في المسرحية، ومنها شخصية "زهرة" زوجة البطل التي لم تنجو من أذية الزوج المتعاطي، ومع ذلك فهي شخصية مسئولة تتحلى بخفة الدم المصرية، ومن مواقفها اللافتة رفضها لعمل بناتها في أعمال بسيطة مفضلةً أن يستكملن تعليمهن أولا، كما تظهر المسرحية قوة علاقة الترابط بين الجيران في تلك الفترة. ونرى إحدى الشخصيات من هواة التمثيل تقوم بدور في رواية "تليماك" (روبنسون كروزو) مما يشير إلى مستوى ثقافة المجتمع في تلك الأيام. وأيضا توجد إشارة إلى الحمى الإسبانية حيث كانت متفشية في هذا الوقت. عند قراءة المسرحية نجد التعديلات التي طرأت عليها؛ لنتبين أن جميعها تأتي في مصلحة سرعة الإيقاع وعدم التطويل. إن الإشارات الضمنية في كلمات الألحان تعلي قيمة التعليم بالنسبة للبنات، والعمل جنبا إلى جنب بجوار الرجال؛ مما يساهم في رفعة الوطن وازدهاره. كما توجد إشارة صريحة في كلمات لحن "الحشاشين" إلى ضرورة تجريم شرب المخدرات، وعدم الاقتصار على القبض على المتعاطين بل المطالبة بمعاقبة التجار والمروجين، ويتكرر هذا اللحن في مسرحية "ولسه" مما يشير إلى إصرار المجتمع على التصدي لهذه المشكلة الخطيرة. وتوجد إشارة صريحة أيضًا في كلمات لحن اليتامى يحض الدولة على الاهتمام بهذه الفئة الضعيفة وبالمشردين.