حواديت زينب كوتود من الأدب الشعبي النوبي
اللغة :
العربية
الأساطير والحكايات لها وقع جميل في نفوسنا، وتتميز الحواديت النوبية بجمال تكوينها وثراء الصورة بداخلها، وفي كتاب (حواديت زينب كوتود) قمنا بجمع عدد 15 قصة من حواديت الراوية النوبية زينب كوتود والتي عاشت في قرية الجنينة والشباك إحدى قرى النوبة وذلك في النصف الأول من القرن الماضي، وقدمت لنا السيدة كوتود عبق الماضي وسحر الخيال الخاص بمنطقة النوبة، والتي كانت تحرص على أن ترويها للأطفال والكبار في أوقات معلومة، وانتشرت بشكل كبير جداً للدرجة التي دفعت القرى البعيدة عن قرية زينب كوتود للحضور اليها والاستماع الي حكاياتها الممتعة، الأمر الذي خلق جيلاً كاملاً راوياً للحكايات في جنوب مصر.
كانت الراوية (زينب كوتود) تحكي حكايات خرافية أبطالها من الأبقار والتماسيح والطيور والغيلان والشياطين وتتميز هذه القصص بخيالها الخصب فنجد حدوتة عشق الإركبي وهو كائن خرافي معروف فى الأساطير النوبية بقوته وبطشه، ونجد قصة بروكي ذلك الفأر الذي ولد لأسرة بشرية، وتأخذنا تلك القصص العجيبة إلى مطالعة عوالم غريبة عنا وصراع الإنسان معها من أجل البقاء، كما أننا نطالع قصص اجتماعية نجد فيها صراعا بين الخير والشر مثل حكاية الشاوشاو وهو الحجل الذي تزين به المرأة ساقها، وحكاية سلطانة وحكاية الساحران والتي تطرح مواضيع اجتماعية هامة وكيف كان هذا المجتمع القديم يتعامل معها، وبذلك نستطيع من خلال هذه المجموعة النادرة أن نتعرف على جوانب عديدة من حياة النوبيين قديما وأفكارهم ومعتقداتهم.