اليوم العالمي للتراث
18-04-2022
في الثامن عشر من إبريل من كل عام، يحتفل العالم بـاليوم العالمي للتراث، أو ما يسمى بـ "يوم التراث العالمي"، وهو اليوم الذي تم إقراره من قبل منظمة اليونسكو من أجل حماية التراث الإنساني في جميع دول العالم.
وقد نجحت مصر في تسجيل ستة مواقع على قائمة التراث العالمي الثقافي تكشف عن جانب من هوية تراثنا المصري بدءاً من "منف" أو ميت رهينة حاليا، أول عاصمة لمصر الموحدة بجبانتها الواسعة التي تشمل: الجيزة وسقارة وأبو صير بأهراماتها ومصاطبها التي تعد سجلا للنشاط الإنساني من حيث الحرف والمهن التقليدية المعروفة آنذاك، وللعادات المنتشرة في تلك الفترة من التاريخ الإنساني.
وتليها مدينة الأقصر "طيبة" بمعابدها على البر الشرقي والغربي للنيل بمصاطب نبلائها وعُمّالها التي نُحتت في جبل القرنة، وشكلت جدرانها صفحات موسوعية للفكر والعقيدة، وسجلا للانتصارات، وتوثيقا للعلاقات التجارية مع دول العالم القديم. ثم تأتي أسوان بجمال النوبة أرض الذهب، ومعابد "أبي سنبل".
وتسطع القائمة بزيارة العائلة المقدسة التي جاءت لتبارك أرض مصر، فضلا عن "دير أبو مينا" وهو الدير الذي أتى إليه الحجاج المسيحيون بحثا عن البركة والشفاء، ودير "القديسة كاترين" بسيناء أرض الأنبياء.
هذا، وتتألق قائمة التراث المصري العالمي بالقاهرة التاريخية كموقع حي بعمارته التي تمثل خطاً زمنيا للعصر الإسلامي من الدولة الفاطمية وحتى زمننا المعاصر، فهو متحف مفتوح وعامر بالحرف التقليدية والقيم الجمالية والأثرية والترابطية ذات الأصالة العالية.
ومن الثابت أن التراث الطبيعي الغني لمصر هو نتاج موقعها الجغرافي الفريد، ولا يتسع المقام هنا لذكر ما تذخر به البيئة المصرية من محميات طبيعية لا مثيل لها في خصوصيتها، وقد سُجل منها على القائمة العالمية محمية "وادي حيتان".
أما إذا انتقل الحديث إلى تراثنا الثقافي غير المادي المسجل على القائمة العالمية، فنجد "الربابة" و"السيرة الهلالية" تلك القصيدة الشفهية التي تروي قصة قبيلة "بني هلال"، فضلا عن المزمار والتحطيب بحركاته الراقصة بالعصا، وانضم إليه حديثا "الأراجوز" كإرث ثقافي غير مادي يحتاج إلى الصون العاجل.
كما اشتركت مصر مع أشقائها من الدول العربية الأخرى، كالبحرين، والعراق، والأردن، والكويت، وموريتانيا، والمغرب، وعمان، وفلسطين، والمملكة العربية السعودية، والسودان، وتونس، والإمارات العربية المتحدة واليمن في تسجيل نخيل التمر.
ندرك جميعا وبكل وضوح أن علينا الدفاع وبشدة عن مصادر تراثنا الثقافي خصوصا في أوقات الأزمات، كما تتنامى لدينا مشاعر الغيرة وتأخذنا الحماسة لبذل كل الجهد لحماية إرث ماضينا، والإبقاء على إبداعات حاضرنا، والمحافظة على ما هو ضروري لمستقبلنا، ولا شك أن الاهتمام بتراثنا الثقافي هو أفضل وسيلة للتعبير عن تلك الأهداف؛ لأنه الانعكاس الحقيقي والصادق لنشاط فكرنا الحر.